لماذا أصبحت البرومبتات أداة أساسية في التسويق الرقمي؟
في بيئة تسويقية تتطور بسرعة وتُقاس فيها النتائج بالثواني، أصبح الذكاء الاصطناعي أكثر من مجرد أداة مساعدة. لقد تحول إلى شريك استراتيجي في صناعة القرار. لكن الفارق بين نتيجة عادية وأخرى استثنائية غالبًا ما يبدأ من جملة واحدة: البرومبت الصحيح.
البرومبت هو ببساطة صيغة التوجيه التي تُعطى لنموذج الذكاء الاصطناعي ليقوم بإنتاج محتوى معين. سواء كنت تريد صياغة إعلان، إعداد خطة محتوى شهرية، أو إجراء تحليل جمهور مستهدف، فإن جودة البرومبت تحدد بشكل مباشر جودة النتيجة. ومن هنا، بدأت البرومبتات تتحول من مجرد أدوات تقنية إلى مهارات استراتيجية مطلوبة داخل فرق التسويق الرقمي.
تسارع الاعتماد على أدوات AI
وفقًا لتقرير صادر في 2025، فإن 78% من المسوقين الرقميين في الشرق الأوسط يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي في مرحلة ما من مراحل حملاتهم. وغالبًا ما يكون المدخل لهذه الأدوات هو البرومبت المصمم بعناية. الأدوات مثل ChatGPT، Jasper، Copy.ai، وNotion AI أصبحت الآن تعتمد بشكل كامل على مدخلات البرومبت لفهم سياق المهمة وتنفيذها بدقة.
كيف تغير البرومبت طريقة عمل المسوقين؟
توفير الوقت والموارد البشرية: ما كان يتطلب فريقًا من 4 أشخاص و3 أيام يمكن إنجازه الآن خلال دقائق.
تحسين الاتساق اللغوي والرسائلي عبر المنصات: الذكاء الاصطناعي يساعد على توحيد النبرة والأسلوب.
إنتاج أفكار جديدة من خارج الصندوق: أداة AI لا تتعب ولا تُقيّد بالإجهاد الذهني.
ومع صعود هذه المنهجية، ظهرت مفاهيم جديدة مثل “Prompt Engineering” التي تُدرّس الآن في بعض الجامعات والمعاهد المهنية، كمكون أساسي في استراتيجيات التسويق الحديثة.
5 برومبتات جاهزة لاستخدامها فورًا في حملاتك التسويقية
أدناه مجموعة مختارة من أقوى البرومبتات العملية، التي يمكن استخدامها فورًا لتوليد محتوى تسويقي احترافي يلائم مختلف مراحل القُمع التسويقي. تم تصميمها بعناية لتناسب حملات B2B وB2C على حد سواء.
1. برومبت لكتابة إعلان ممول احترافي على فيسبوك أو إنستغرام:
تصرف ككاتب إعلانات محترف، واكتب لي 3 إعلانات جذابة لمنتج [اسم المنتج] الموجه لـ [نوع الجمهور]. استخدم أسلوبًا تحفيزيًا، وركّز على نقاط الألم الرئيسية التي يعاني منها الجمهور. اجعل الإعلان قصيرًا ويحتوي على CTA قوي.
مثال تطبيقي:
تصرف ككاتب إعلانات محترف، واكتب لي 3 إعلانات جذابة لتطبيق لتوصيل الطعام موجه لفئة الشباب في السعودية. استخدم أسلوبًا تحفيزيًا وركّز على عامل السرعة والتنوع.
2. برومبت لخطة محتوى شهرية على السوشيال ميديا:
أنشئ لي خطة محتوى كاملة لمدة 30 يومًا على وسائل التواصل الاجتماعي لعلامة تجارية تعمل في [المجال]. يجب أن تتضمن الخطة نوع المنشور، الهدف منه، صيغة النص، ووسيلة التفاعل المتوقعة (تعليق، حفظ، مشاركة…).
مثال تطبيقي:
أنشئ خطة محتوى كاملة لمدة 30 يومًا لعلامة تجارية ناشئة في مجال العناية بالبشرة تستهدف نساء من عمر 18 إلى 35 في الخليج.
3. برومبت لتحسين ظهور الموقع في نتائج البحث (SEO):
تصرف كخبير في SEO، واقترح لي بنية مقالات مدونة موجهة لتحسين ترتيب موقع يقدم خدمات [نوع الخدمة] في منطقة [المنطقة الجغرافية]. قدّم اقتراحات لعناوين، كلمات مفتاحية، وأفكار محتوى مفيد للزوار.
4. برومبت تحليلي لفهم الجمهور المستهدف:
قم بتحليل الجمهور المستهدف لمنتج [اسم المنتج] باستخدام أسلوب التفكير التسويقي. حدد 3 شخصيات شرائية (Buyer Personas)، ووضح تحدياتهم، دوافعهم، وأفضل القنوات للوصول إليهم.
5. برومبت لإنشاء قصة علامة تجارية (Brand Story):
اكتب قصة علامة تجارية بأسلوب مؤثر لعلامة تعمل في [المجال]. اجعلها تركز على القيم، الهدف من الإنشاء، ورسالة العلامة للجمهور المستهدف.
مثال تطبيقي:
اكتب قصة علامة تجارية بأسلوب مؤثر لعلامة متخصصة في المنتجات البيئية والمستدامة تستهدف المستهلكين المهتمين بالحفاظ على البيئة.
هذه البرومبتات ليست مجرد أدوات تنفيذ، بل أدوات تفكير استراتيجية تعزز من أداء أي فريق تسويق رقمي، وتفتح آفاقًا جديدة للإبداع الذي يستند إلى البيانات والذكاء الاصطناعي.
كيف تكتب برومبت فعال بنفسك؟ خطوات عملية للمبتدئين والمحترفين
ليس من الضروري أن تكون مبرمجًا أو خبيرًا تقنيًا لتكتب برومبت جيد. ما تحتاجه فقط هو فهم واضح لهدفك، والجمهور الذي تخاطبه، والنتيجة التي تتوقعها من الذكاء الاصطناعي. البرومبت القوي يُكتب مثل موجّه ذكي: واضح، محدد، ويتضمن سياقًا.
إليك خطوات كتابة برومبت فعّال:
1. ابدأ بالسياق الكامل
قبل أن تطلب من الأداة إنتاج محتوى، وفّر لها خلفية واضحة. ما هو مجال العمل؟ ما الهدف التسويقي؟ من هو الجمهور؟ كلما زادت التفاصيل، زادت جودة المخرجات.
مثال ضعيف:
اكتب منشور إنستغرام عن منتج عناية بالبشرة.
مثال قوي:
تصرف ككاتب محتوى لماركة عناية بالبشرة موجهة لنساء من 18 إلى 35 في السعودية. اكتبي منشورًا إنستغراميًا ترويجيًا لمنتج جديد للترطيب الليلي، بأسلوب ناعم وجذاب، يتضمن CTA لحفظ المنشور أو زيارة الرابط.
2. حدد النغمة والأسلوب بوضوح
هل تريد أسلوبًا رسميًا؟ شبابيًا؟ تقنيًا؟ عاطفيًا؟ التحديد هنا يساعد الذكاء الاصطناعي في الالتزام بالخط التحريري للعلامة التجارية.
3. اطلب تنسيقات متعددة
في بعض الأحيان، تكون النتائج أفضل عندما تطلب من النموذج إعطاء عدة صيغ أو زوايا. مثلًا:
“أعطني 3 أفكار مختلفة لحملة إعلانية لنفس المنتج: واحدة عاطفية، واحدة تعليمية، وأخرى ترفيهية.”
4. اختبر وعدّل حسب الحاجة
لا تفترض أن البرومبت المثالي يُكتب من المحاولة الأولى. غالبًا ما تحتاج إلى تجربة وتعديل البرومبت للحصول على نتائج مرضية. جرب كلمات أكثر دقة، أو أعد ترتيب الجمل لتكون أوضح.
5. استخدم كلمات تحفيزية موجهة
اجعل طلبك يبدأ بأفعال قوية: “صِغ، اكتب، أنشئ، اقترح، حلّل”، بدلًا من جمل مبهمة مثل “ساعدني في…” أو “قل لي عن…”.
أخطاء شائعة يجب تجنبها عند استخدام البرومبتات التسويقية
رغم وفرة أدوات الذكاء الاصطناعي وسهولة استخدامها، لا تزال هناك أخطاء شائعة تضعف جودة المخرجات وتجعل نتائج الحملات أقل فعالية مما ينبغي.
1. الاعتماد على برومبت عام جدًا
البرومبتات العامة مثل “اكتب لي إعلانًا عن منتج”، لا توفر سياقًا كافيًا. النتيجة ستكون محتوى سطحي، مكرر، أو غير مناسب للجمهور المستهدف. الذكاء الاصطناعي يتصرف مثل كاتب مبتدئ عندما لا توجّهه بدقة.
2. إغفال تحديد الجمهور
كتابة إعلان موجه لمدير شركة يختلف تمامًا عن إعلان موجه لشاب عمره 20 عامًا. ومع ذلك، كثير من البرومبتات لا تذكر أي تفاصيل عن الجمهور. النتيجة؟ نبرة صوتية خاطئة، ورسائل غير ملائمة.
3. طلب كل شيء دفعة واحدة
الطلب الزائد في برومبت واحد غالبًا ما يؤدي إلى تشويش الأداة. بدلًا من ذلك، قسّم المهمة:
ابدأ بتحديد الفكرة.
ثم اطلب توليد نسخة الإعلان.
ثم اطلب تكييفها لمنصات مختلفة.
4. عدم مراجعة النص الناتج
حتى أفضل برومبت قد يولّد محتوى يحتاج للتعديل. تجاهل المراجعة قد يؤدي إلى نشر معلومات غير دقيقة، أو محتوى يفتقر للتماسك. استخدم النص الناتج كنقطة بداية، لا كنص نهائي جاهز للنشر.
5. الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي دون رؤية إبداعية بشرية
الأدوات الذكية قوية، لكنها لا تفهم السوق مثلما يفعل المسوق الحقيقي. الإبداع، الفهم الثقافي، وتوقيت الرسائل عناصر لا تزال في يد الإنسان. البرومبت الجيد يعكس هذه العناصر بذكاء.