ليه قررت أشتغل في كتابة المحتوى؟ حكاية من الكلمات للعلامات
فيه لحظات صغيرة جدًا ممكن تغيّر مصيرك كله…
بالنسبة لي، اللحظة دي كانت إعلان صغير في جريدة.
مكنتش بدور على شغل، ولا حتى كنت أعرف يعني إيه “صحافة تحقيقية”، بس قدّمت.
ولسبب ما، اتقبلت.
وفي يوم من الأيام، سلّموني موضوع اشتغل عليه…
ما كنتش متوقع إنّ التقرير ده، اللي كتبته بكل حماسي، هيبقى “أقوى تقرير نُشر في الجريدة” – بشهادة رئيس التحرير.
وقتها حسّيت بحاجة مختلفة.
كنت بكتب… بس مش مجرد كتابة.
كنت بحاول أفهم، وأوصّل، وألمس الناس.
ويمكن لأول مرة، حسّيت إنّي لقيت نفسي في الكلمات.
🟠 أول لحظة كتبت فيها حاجة حسّيت إنها مختلفة
فاكر أول مرة خلّصت فيها كتابة موضوع وحسّيت إني مش بس عبّرت…
لأ، ده أنا قلت حاجة ليها معنى.
المقال اللي كتبته وقتها ماكنش فيه بهرجة، ولا كلمات كبيرة،
لكن كان فيه صدق… وكان فيه نية.
نية إنّي أوصل للناس، إنّي أخلّي القارئ يحس بحاجة، يفكّر، يمكن يبتسم أو يزعل، بس ما يطلعش زي ما دخل.
من اللحظة دي بدأت أبص للكلام بطريقة تانية.
الكلمات مش حروف على ورق أو شاشة…
الكلمات أدوات، بتبني، بتوصل، وبتخلق تأثير حقيقي.
ومن هنا بدأت أفكّر:
“طب لو قدرت أعمل كده بمقال واحد، ممكن أعمل إيه لو كانت دي شغلانتي؟”
🟢 من الهواية للشغل: أول فرصة حقيقية
بعد ما اتأكدت إن عندي شغف حقيقي بالكلام المكتوب، بدأت أدوّر على طريقة أخلّي بيها الهواية دي شغل حقيقي.
في يوم وأنا بقلب في الجورنال، شُفت إعلان بسيط عن تدريب للطلبة في جريدة محلية.
قدّمت بدون تفكير.
اتفاجئت إنهم قبلوني.
بس المفاجأة الأكبر؟ إن أول تحقيق كتبته معاهم قلب الدنيا!
لدرجة إن رئيس التحرير قالها قدامي:
“الموضوع ده من أقوى الحاجات اللي اتنشرت عندنا الفترة دي.”
الموقف ده علّمني حاجتين:
إن اللي بكتبه ممكن يكون ليه تأثير حقيقي، مش بس انطباع.
وإن الكتابة اللي بتيجي من القلب بتوصل لأبعد مما كنت متخيّل.
ومن هنا، بدأت أخد الأمور بجد.
قررت أتعلم أكتر، أكتب أكتر، وأدور على فرص جديدة…
بس المرة دي، في العالم الرقمي.
🔴 التحديات الأولى: الناس مش بتفهم يعني إيه “كاتب محتوى”
في البداية، كان أي حد بسألني: “شغّال إيه؟”
وأرد عليهم: “كاتب محتوى.”
كانت ردود الأفعال متنوعة ما بين:
“يعني بتكتب بوستات؟”
“يعني زي الصحفيين كده؟”
“يعني إيه محتوى؟!”
والحقيقة… ماكنش عندي إجابة واحدة واضحة.
لإني وقتها كنت لسه باكتشف بنفسي:
يعني إيه مقال يتكتب علشان يبيع؟
يعني إيه بوست يتخطط له بناءً على شخصية العميل؟
يعني إيه SEO وBrand Voice وUser Intent؟
كنت كل يوم بتعلم حاجة جديدة، وبحاول أشرح للناس حواليّ إن “كتابة المحتوى” مش مجرد كتابة،
دي مهنة بتمزج بين الكتابة، والتسويق، والتحليل، وفهم السلوك البشري.
وكنت دايمًا أقول لنفسي:
“أنت دلوقتي بتشتغل في مهنة لسه الناس ما استوعبتهاش كويس… وده معناه إنك تبقى من أوائل الناس اللي يبنوا الثقة في المجال.”
ودي كانت مسؤوليتي الأولى…
إني مش بس أكتب كويس،
لكن كمان أعرّف الناس يعني إيه اللي بعمله، وليه يستاهل وقتهم وفلوسهم.
✨ نقطة التحول: أول مشروع عمل فرق
رغم إن الرحلة بدأت بتدوينات ومقالات صغيرة،
لكن كانت نقطة التحول الحقيقية لما جالي أول مشروع كبير بفلوس “محترمة”، من عميل برا الدائرة القريبة.
كان تحدي على كل المستويات:
🔹 العميل من الخليج
🔹 المجال جديد عليا
🔹 المحتوى لازم يكون متوافق مع SEO
🔹 والموعد النهائي قريب جدًا
اشتغلت عليه بكل ما عندي — بحث، صياغة، مراجعة، تحسين…
لحد ما استلمت أول فيدباك:
“العميل مبسوط جدًا من الكتابة، ومقالاتي بدأت تظهر في جوجل من تاني أسبوع.”
ساعتها حسّيت بحاجة مختلفة…
زي إنك بتتقدَّر، مش بس على مجهودك، لكن كمان على تأثير شغلك.
من هنا بدأت الحكاية تتغير.
بقيت أشتغل مع فرق تسويق محترفة، براندات بتدور على نبرة صوتها، وأصحاب مشاريع عندهم أحلام حقيقية.
وبدأت ألاحظ حاجة مهمة جدًا:
كل ما اشتغلت على مشاريع مختلفة، كل ما رؤيتي كبزنس مان اتطورت، مش بس ككاتب.
إزاي عرفت إن دي شغلانتي؟
العلامة كانت واضحة جدًا…
كل مرة بخلص مشروع وأشوف نتيجته – سواء تفاعل على بوست، ترتيب أعلى في جوجل، أو حتى رسالة شكر من عميل – كنت بحس بشحنة طاقة.
الموضوع مبقاش مجرد شغل.
بقيت بفكر في الكلمات وأنا في طريقي،
بكتب ملاحظات في النوتس وأنا في الكافيه،
وبتابع حملات ومقالات مش علشان شغل،
لكن علشان “أفهم أكتر”…
أفهم الناس، السوق، والرسائل اللي بتوصل وبتأثر.
ولما بدأت أشتغل مع براندات بتثق في رأيي وتطلب رأيي الاستراتيجي مش بس الكتابي،
عرفت إني مش مجرد كاتب محتوى.
أنا صانع أثر.
وكل جملة بكتبها ممكن تبني ثقة، توصل فكرة، أو حتى تغيّر قرار حد كان محتار.
❤️ اللي بحبه في شغلي، واللي بيخليني أكمل
فيه حاجة سحرية في فكرة إنك تشتغل بالكلمات.
إنك تقعد لوحدك، تفكر، وتكتب…
وفجأة تلاقي اللي كتبته بيتحوّل لحملة، أو بوست عليه تفاعل كبير، أو صفحة بتحقق مبيعات.
أنا بحب التفاصيل الصغيرة:
إنك تدوّر على هوك مختلف، تعيد صياغة جملة علشان تكون أوقع،
تحط سؤال في أول البوست يخلي القارئ يكمل…
وتشوف ده كله بيشتغل في الحقيقة.
بس اللي فعلًا بيخليني أكمل، هو الإحساس إن شغلي ليه معنى.
مش مجرد تسليم تسك، ولا شغل روتيني.
دي رحلة مستمرة للتطوير، للفهم، وللتأثير.
كل مشروع جديد هو تحدي جديد.
وكل تحدي هو فرصة إني أقدّم أفضل نسخة من نفسي.
🛤 نصايح لأي حد بيفكر يبدأ نفس الطريق
لو لسه بتفكر تدخل مجال كتابة المحتوى، فدي شوية حاجات كان نفسي أعرفها من بدري:
1. ابدأ قبل ما تكون جاهز
مفيش لحظة مثالية. ابدأ بمدونة، بوست على لينكدإن، سكريبت بسيط… المهم تكتب وتكمل.
2. اتعلم من كل مشروع
كل عميل، كل تصحيح، كل تعليق سلبي… فرصة تتعلم وتطور. خليك مفتوح للنقد، وارجع لكل شغل قديم بعين ناقدة.
3. اعرف جمهورك
المحتوى مش استعراض بلاغة، ولا كتالوج فني. هو حوار مع شخص بيدوّر على حاجة. افهم هو مين، واسأله: عاوز إيه؟ خايف من إيه؟ واشتغل من هنا.
4. الاستمرارية أهم من الموهبة
اللي بيفرق المحترفين عن الهواة مش الموهبة، بل الالتزام. اكتب حتى لو مش في مزاجك. كل يوم، حتى لو فقرة واحدة.
5. التخصص بيصنع الفرق
فيه فرق كبير بين كاتب بيكتب أي حاجة… وبين كاتب بيفهم المجال، والبراند، والهدف. التخصص بيزود قيمتك، وسعرك، وتأثيرك.
خاتمة: لسه الحكاية ما خلصتش…
كل اللي فات كان بداية، ومجرد أول فصول في حكاية ما توقعتش يوم إنها تبدأ بكلمة، وتوصلني لعلامات تجارية حقيقية، وشراكات طويلة، وأثر ملموس في شغل عملاء من مجالات مختلفة.
لكن الحقيقة؟
أنا لسه بتعلّم.
ولسه بجرب.
ولسه كل يوم باكتشف جانب جديد في الكتابة… وفي نفسي.
في المقال الجاي، هاحكي أكتر عن التحديات اللي قابلتني لما بدأت أشتغل بشكل مستقل، وإزاي بنيت أول براند خاص بيا… بالكلمة.
حابب تبدأ رحلتك في كتابة المحتوى؟ أو محتاج حد يساعدك يبني لك استراتيجية قوية؟
تواصل معايا من هنا.
1 Comment
إزاي بكتب استراتيجية محتوى من الصفر؟ خطوات عملية من أول سؤال لآخر منشور
21/06/2025[…] […]